نظرة عامة عن إقليم تاونات
ينتمي إقليم تاونات إلى المنطقة الاقتصادية الشمالية الوسطى للبلاد
(جهة تازة – الحسيمة – تاونات)
، وقد أُحدث في إطار تقريب الإدارة من المواطنين بموجب الظهير الشريف رقم 176-77 المؤرخ في 24 شوال 1397هـ الموافق لـ 8 أكتوبر 1977م بعدما كان تابعا لإقليم فاس.
يتواجد إقليم تاونات في منطقة يحدها من الشمال إقليما الحسيمة و شفشاون و من الجنوب ولاية فاس و من الشرق إقليم تازة و من الغرب إقليم سيدي قاسم.
و يمتد إقليم تاونات على مساحة تبلغ 5585 كلم مربع يقطنها حوالي 638000 نسمة
(النشرة الجهوية لمديرية الإحصاء 1999 )
أي بكثافة سكانية تصل إلى 114.2 نسمة / كلم مربع . و تبعا للتكاثر السكاني و لتطور عدة مراكز حضرية فإن التقسيم الإداري عرف بدوره تطورا ملموسا . بحيث أصبح الإقليم يضم بعد التقسيم الإداري الجديد لسنة 1992.
5 بلديات و4 دوائر و 44 جماعة. أما المظاهر الأخرى المهمة التي يجب التأكيد عليها و هي المتعلقة بضعـف معــدل التمدن بالمقــارنة مع المعــدل الوطني، فهو لا يتعدى 10 في المائة بالنسبــة للإقليم في حين يبلــغ المعـدل الوطني 52.5 في المائة.
مدينة تاونات
نبذة تاريخية
إن " تاونات " كلمة قديمة ، و لفظها يعتقد أنه بربري بمعنى العقبة . فاعتبار مدلولها عقبة فلكونها على هضبة عالية و الصعود إليها من جهة الجنوب صعب لوجود عقبة لم
يحد من وعورة اجتيازها إلا شق الطريق الوطنية رقم 8 الرابطة بين مدينتي فاس و الحسيمة عبر طريق الوحدة.
و سكانها جميعا ينطقون باللغة العربية الدارجة المحملة بكثير من ألفاظ الفصحى لكونهم عبر التاريخ اهتموا بحفظ القرآن. و هم معروفون بالتدين مما أهلهم لأن يكونوا مجاهدين
أبطالا شهد لهم بذلك صراعهم مع الأجانب و خصوصا إبان دخول الاستعمار إلى المغرب و أثناء ثورة الملك و الشعب حيث أبلوا البلاء الحسن. و لهم عادات و تقاليد و أعراف تخصهم في جزء منها و تجمعهم مع باقي القبائل المجاورة حينا و في
بعض منها مع باقي المغاربة كتراث شعبي وطني مشترك. و تفتخر مدينة تاونات كباقي مدن المملكة بتنوع عاداتها و اختلاف تقاليدها التي تربط ماضيها المجيد بحاضرها و مستقبلها المشرق و التي تعبر عن الأصالة و عراقة المدينة، حيث يتميز
سكان المدينة بزيهم التقليدي، الجلباب و العمامة و البلغة و خصوصا خلال الأعياد الدينية و المناسبات الوطنية و الحفلات العائلية إذ لا يزال السكان يتشبثون بطقوس الاحتفال بالأعراس و العقيقة و الختان التي تظهر فيها مظاهر الفن الفلكلوري الشعبي من خلال الطقطوقة الجبلية و فن الهيتي.
و تتميز المنطقة بإعداد مأكولات خاصة رغم ما أحدثته الحضارة من مظاهر التمدن على سلوك الأفراد.
الموقع الجغرافي
تقع بلدية تاونات جنوب سلسلة جبال الريف ، تحد شرقا بجماعة رغيوة و جنوبا و غربا بجماعة مزراوة و شمالا بجماعة ازريزر. و هي تعلو عن سطح البحر بحوالي 800 م
و تغطي مساحة إجمالية تقدر بـ 205 كلم مربع.
تتميز المدينة بمناخ قاري بارد جدا شتاء و حار صيفا . و تعرف المدينة نسبة من التساقطات المطرية جد مرتفعة، رغم ضعفها خلال السنوات الأخيرة فإنها تتلقى كمية مطرية تتراوح بين 600 و 800 ملم في
السنة. و تمتد الفترة الممطرة بين شهري نونبر و أبريل.
المعطيات الاقتصادية و الاجتماعية
تعرف مدينة تاونات حركة دؤوبة ذات أبعاد اقتصادية و اجتماعية متطورة و مهمة ترجع إلى دينامية السكان و طموحهم في تحسن مدخولهم و ازدهار مدينتهم سواء من الناحية الاقتصادية
أو الاجتماعية. و باعتبار المدينة كعاصمة إدارية للإقليم، حيث يوجد المقر و كذا المستشفى الإقليمي و جل المصالح الإقليمية و المحلية و المحكمة الإبتدائية و الصندوق الجهوي للقرض الفلاحي، الشيء الذي يجعل عددا هائلا من سكان الجماعات التابعة للإقليم
يتوافدون من حين لآخر على المدينة فيشاركون في تنمية الحركة التجارية ، إذ يعرف هذا القطاع نتائج ايجابية تشجع المتاعطين لها على تطوير وسائلهم لتلبية حاجيات المواطنين من مختلف المواد و محاولة خلق التوازن بين العرض و الطلب رغم اعتماد تموين المدينة
من جميع السلع و البضائع على المدن المجاورة و خصوصا مدينة فاس و ذلك لما تعرفه مدينة تاونات من افتقار تام في ميدان الصناعة الحديثةحيث لا تتوفر على أي مظهر من مظاهرها إذا ما استثنينا بعض المعامل لتعصير الزيتون و يمكن الإشارة في هذا الشأن مع شيء
من التجاوز إلى وجود بعض مظاهر الصناعة التقليدية التي تؤثر في الحياة الاقتصادية العامة للسكان تأثيرا هاما.
و يعتبر النشاط الفلاحي المورد التقليدي لسكان هذه المدينة و يرتكز هذا النشاط على الجوانب الفلاحية التالية :
- زراعة الحبوب و القطاني
- غرس الأشجار (خاصة أشجار الزيتون و التين)
- تربية المواشي
و هناك إمكانيات لتمديد المساحات المسقية بالنظر إلى الطاقات المائية القابلة للتعبئة التي تملكها الجهة. مما سينعكس على الإقليم بشكل إيجابي. فالتضاريس و المناخ و جودة التربة و وفرة المياه (الجوفية و السطحية) أهلت هذا الأقليم أن يكون أهم منطقة فلاحية في الجهة. و يضم الإقليم كذلك سدان كبيران هما سد الوحدة و سد إدريس الأول، كما توجد سدود أخرى ذات طاقة استيعابية ضعيفة مثل سد الساهلة.
القطاعات الاجتماعية
قطاع التربية الوطنية
عرف قطاع التعليم و التربية بمدينة تاونات نموا ملحوظا منذ سنوات عديدة، ففي إطار المخططات الاجتماعية و الاقتصادية تم إحداث النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية سنة 1978، و في هذا الإطار وضع برنامج متكامل شمل جميع تراب الإقليم بما فيها مدينة تاونات حيث يهدف إلى تعميم التعليم على أكبر عدد ممكن من الأطفال و خصوصا الفتيات التي تبقى نسبة تمدرسهن بالوسط القروي جد منخفظة، بالإضافة إلى الشباب و المسنين في إطار الحملة الوطنية لمحاربة الأمية. انظر المؤسسات التعليمية بالإقليم.
قطاع التكوين المهني :
تطبيقا للقرار الملكي السامي الصادر بتاريخ 9 يوليوز 1984 الخاص بتشجيع التكوين المهني، تم إحداث معهد التكنولوجيا التطبيقية بتاونات التابع لمكتب التكوين المهني و إنعاش الشغل سنة 1986
و ذلك من أجل المساهمة في تكوين اليد العاملة المؤهلة و التقنية و إعدادها لولوج ميدان العمل و ذلك في مختلف القطاعات الإنتاجية. انظر
قطاع التكوين المهني.
قطاع الشؤون الثقافية
يعمل قطاع الشؤون الثقافية على شحذ و تنمية المعرفة لدى شباب المدينة و سائر الفئات المجتمعية عن طريق تنظيم المحاضرات و الندوات. و توجد بالمدينة خزانة عمومية تأسست سنة 1984 تقدر مساحتها بـ 235 متر مربع تحتوي على قاعة للمطالعة و مخزن للكتب يتوفر على 5240 كتاب كما تشرف مندوبية الشؤون الثقافية على تنظيم مجموعة من الأنشطة الثقافية و الفنية بالمدينة.
قطاع الشبيبة و الرياضة
يتوفر قطاع الشبيبة و الرياضة على عدة مؤسسات و فعاليات في ميدان الشباب و الرياضة و شؤون المرأة بالمدينة.
كما تتوفر المدينة على جمعيات ثقافية و رياضية و فنية تزاول نشاطها الهام بمقر دار الشباب.
